جولة في مدينة الأقصر أرض الملوك والحضارة بالتفصيل+الصور
الأقصر تُلقب بـ"أرض الحضارة" لأنها تضم العديد من الآثار المصرية القديمة التي تعود إلى عصور مختلفة، وتعتبر متحفًا مفتوحًا للحضارة المصرية القديمة
تضم الأقصر معالم أثرية هامة مثل:
معبد الأقصر +
الكرنك +
معبد خونسو +
وادي الملوك +
مقبرة الملك رمسيس السادس +
مقبرة سيتي الأول .وادي الملوك +
مقبرة توت عنخ آمون . وادي الملوك +
الدير البحري . الأقصر +
معبد حتشبسوت . الدير البحري +
مراجع وصور+
بالإضافة إلى هذه المعالم، تضم الأقصر العديد من المقابر والمعابد الأخرى التي تشهد على عظمة الحضارة المصرية القديمة.
معبد الأقصر
أطلق المصريون القدماء على معبد الأقصر اسم "ايبت رسيت" أي "الحرم الجنوبي" بسبب موقعه داخل طيبة القديمة (الأقصر حاليًا). يقع المعبد على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات إلى الجنوب من معبد الكرنك، والذي كان مرتبطًا ذات مرة بطريق مسير يحده على جانبيه تماثيل أبو الهول وأبو الهول برأس الكبش. يرجع أقدم دليل على هذا المعبد إلى الأسرة الثامنة عشرة (حوالي 1550 - 1295 ق.م).
لم يكن معبد الأقصر مثل معظم المعابد المصرية القديمة الأخرى على محور شرق-غرب، ولكنه موجه نحو الكرنك، هذا لأن معبد الأقصر كان المكان الرئيسي لأحد أهم الاحتفالات الدينية المصرية القديمة حين كان يتم نقل تماثيل كل من المعبودات آمون وزوجته موت وابنهما رب القمر خونسو من معابدهم في الكرنك في موكب مهيب إلى معبد الأقصر حتى يتمكنوا من زيارة المعبود المقيم هناك آمون إم أوبت وهو الاحتفال المعروف باسم عيد الأوبت.
ولم يبن معبد الأقصر على يد ملك واحد، فقد كان أقدم بناء به عبارة عن مقصورة ترجع لعهد الملكة حتشبسوت (حوالي1473-1458 ق.م)، في حين بني قلب المعبد في عهد أمنحتب الثالث (حوالي1390-1353 ق.م). وتحتوي إحدى الحجرات الداخلية على مجموعة من المناظر والمعروفة باسم مناظر الولادة الإلهية، حيث تقص علينا قصة نسب الملك للمعبود آمون-رع نفسه. ويتقدم قلب المعبد صالة أعمدة أمامها ساحة محاطة بأعمدة. كما قام أمنتحب الثالث أيضًا بممر الأساطين والذي يتكون من صفين كل صف يضم سبعة أساطين. وقد تزينت بمناظر لعيد الأوبت والتي اكتملت في عهد كل من الملكين توت عنخ آمون (حوالي1336-1327 ق.م) وحور محب (حوالي1323-1295 ق.م).
أما رمسيس الثاني (حوالي1279- 1213 ق.م) فقد أقام العديد من الإضافات إلى المعبد، فأمام ممر الأساطين قام ببناء صالة أعمدة وصرح كبير يتكون من جناحين يمثلان مدخل المعبد. بالاضافة إلى مجموعة من التماثيل الضخمة، ضم الصرح زوج من المسلات بارتفاع 25 متر لم يتبق سوى واحدة بينما نقلت الأخرى إلى ميدان الكونكورد بباريس عام 1836م.
في أواخر القرن الثالث الميلادي، بنى الرومان ثكنة عسكرية حول المعبد، كانت النقوش الجدارية الأصلية مغطاة بالجص، ورسمت مناظر أخرى على الطراز الفني اليوناني الروماني والتي تصور الإمبراطور دقلديانوس (284-305 م) وثلاثة من ولاة عهده، على الرغم من أن هذه الرسومات قد اختفت إلى حد كبير، إلا أن الجهود جارية لإعادتها إلى مجدها السابق.
الكرنك
الكرنك يُعرف ب "إبت سوت" أو "أكثر الأماكن تميزًا"، حيث كان واحداً من أعظم المعالم الدينية والسياسية في مصر القديمة. يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل في مدينة طيبة (الأقصر حاليًا)، كما كان مقرًا لعدد من المعابد والمقاصير. كان يُمارس في معبد آمون الكبيرالطقوس الخاصة بالمعبود آمون، الذي كان يتمتع بنفوذ كبير في مصر كمعبود رئيسي لطيبة. يعتبر هذا الموقع مركزًا للثروة والقوة، حيث كان للكهنوت سلطة سياسية هائلة.
لمع نجم طيبة في بداية الدولة الوسطى، وذلك لنشأة السلالة الملكية التي وحدت مصر بعد عصر الانتقال الأول، ليُصبح هذا المكان أحد أعظم وأهم المدن في مصر القديمة. وتزامن ارتفاع مكانة آمون مع تقدم طيبة وازدهارها. من عهد الملك إنتف الثاني (حوالي 2112–2063 ق.م) وحتى العصر البطلمي (305 ق.م–30 ق.م)، استمر الملوك في الاهتمام بمعبد آمون من خلال مشروعات البناء ومستلزمات الطقوس الدينية، مع بعض الإضافات في العصر الروماني (30 ق.م –306 م). وترك كل ملك من ملوك العصر الحديث بصمته في هذا الموقع المهم.
يتألف من مجمع هائل من المعابد، بما في ذلك مقصورة آمون الكبيرة، ومقصورة موت زوجة آمون في الجنوب، ومقصورة مونتو في الشمال، ومعبد إخناتون المُخصص لعبادة آتون في الشرق. بُني معبد آمون بمحور شرقي-غربي، في محاكاة لرحلة إله الشمس عبر السماء. ومع ذلك، يمتاز هذا المعبد بوجود محور شمالي-جنوبي أيضًا، مما يجعله متصلًا بمعبد الأقصر، وهو معبد آخر مخصص لآمون في طيبة الجنوبية. وقد ربط بين المعبدين طريق احتفالي مزين بتماثيل أبو الهول، وكان يُستخدم في "عيد الأوبت"، أحد أهم الاحتفالات في التقويم المصري القديم.
تظهر براعة المصريين القدماء في فنون البناء والنحت في معابد الكرنك، حيث تتزين الجدران بنقوش رائعة، وتماثيل ضخمة، وأعمدة عظيمة. من أبرز معالم المعبد قاعة الأعمدة الكبرى، والتي تحتوي على 134 عمودًا ضخماً، يصل ارتفاع بعضها إلى 15 متر، بينما يصل ارتفاع الأعمدة الكبرى في المنتصف إلى 21 متر. بدأت أعمال بناء هذه القاعة في عهد أمنحتب الثالث (حوالي 1390–1352 ق.م)، ولكن الزخارف والبناء الرئيسي تم في عهد كلًا من سيتي الأول (حوالي 1294–1279 ق.م)، ورمسيس الثاني (حوالي 1279–1213 ق.م). بالقرب من هذه الأعمدة تقف مسلتان ضخمتان، شيدت إحداهما الملكة حتشبسوت (حوالي 1473–1458 ق.م)، ويبلغ ارتفاعها نحو 30 متر، ووزنها أكثر من 300طن.
يوجد معبد "آخ منو" الذي بناه تحتمس الثالث (حوالي 1479–1425 ق.م) في الطرف الشرقي من الكرنك، وكان مُخصص لعبادة مجموعة من المعبودات وأسلافه، فضلاً عن أتباعه.
ويضم الجدار الخارجي لمعبد آمون معبدًا مخصصًا لخونسو في الزاوية الجنوبية الغربية، إضافة إلى معبد أوبت، أنثى فرس النهر (معبودة الولادة)، الذي تم بناؤه غالبًا في العصر البطلمي. ولا تزال البحيرة المقدسة، التي كان الكهنة يتطهرون فيها قبل أداء الطقوس، قائمة حتى اليوم. بالإضافة إلى هذه المعابد؛ ينتشر في أنحاء الكرنك العديد من المعابد الصغيرة والكنائس، مما يجعل الموقع بمثابة متحف مفتوح يعكس فنون وعمارة مصر القديمة في أبهى صورها.
معبد خونسو
يقع معبد خونسو داخل السور الخارجي المحيط بمعابد الكرنك، في الزاوية الجنوبية الغربية، متجهًا جنوبًا. بُني المعبد تكريمًا للمعبود خونسو، العضو الثالث في ثالوث طيبة المقدس (آمون رع – موت – خونسو). يُجسد المعبود خونسو غالبًا بهيئة طفل تتدلى على جانب رأسه ضفيرة، أو كرجل مُلتف برداء يظهر منه يداه ممسكتان بالصولجان، بينما يعلو رأسه قرص القمر الكامل فوق هلال.
ارتبط خونسو بالقمر، ما جعله محبوبًا لدى الناس بفضل قدرته على الشفاء وطرد الأرواح الشريرة . اسم خونسو مشتق من الفعل "خنس"، الذي يعني "اجتاز".
يرجع بناء المعبد إلى عهد الملك رمسيس الثالث، حيث تم العثور على اسمه داخل قدس الأقداس وفي مقصورة المركب المقدس. واستُكمل العمل به في عهد الملك رمسيس الرابع بزخرفة الجدران، ثم استمر التطوير حتى عصر الملك رمسيس الحادي عشر. وأكمل حريحور، الكاهن الأعظم للمعبود آمون، بناء الفناء الأول وزخرف جدرانه، كما نقش اسمه مع الألقاب الملكية. ونقش خليفته با نجم الأول أسطح البوابة الخارجية للبيلون. أُعيد بناء بوابتي بهو الأعمدة في عهد الملك نختنبو الثاني. وشهد المعبد توسعه وتجديدًا إضافيًا خلال الفترة البطلمية.
بُني المعبد الحديث على أنقاض معبد قديم من عصر الأسرة الثامنة عشرة. واستُخدمت أحجار من المعبد القديم، التي تنتمي إلى عهود أمنحتب الثاني والثالث والرابع، في بناء المعبد الحديث.
يبلغ طول المعبد نحو 73 مترًا وعرضه 29 مترًا. ويبدأ المعبد بـ البيلون (الصرح)، ويتقدمها طريق الكباش بتماثيل على شكل أبو الهول شيدها الملك نختنبو الأول (عصر الأسرة الثلاثين). وعلى الرغم من تهشّم التماثيل، فإن قواعدها لا تزال قائمة. والفناء الأول عبارة عن قاعة مربعة الشكل تحيط بها من ثلاث جهات صفان من الأعمدة المستديرة ذات تيجان على شكل براعم البردي المقفولة. ويتبع الفناء الأول بهو الأعمدة، الذي يتألف من صفين من ثمانية أعمدة، تيجانها تتنوع بين براعم البردي المفتوحة والمقفولة. ويُرجّح أن القاعة بُنيت خلال عهد الملك سيتي الأول. يؤدي بهو الأعمدة إلى قاعة مستطيلة في وسطها قدس الأقداس - وهو الآن مُهدم -، ووُجد في أرضيتها تمثال من الحجر الرملي للمعبود خونسو يُعتقد أنه يرجع لعهد الملك توت عنخ آمون. وفي الجدار الخلفي لقدس الأقداس باب يؤدي إلى قاعة صغرى يحمل سقفها أربعة أعمدة، وتضم مقصورة المركب المقدس، والتي تتوسطها قاعدة المركب المقدس لآمون من عصر الملك رمسيس الثالث.
وادي الملوك
وادي الملوك دُفن معظم ملوك الأسرات الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين من عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 - 1069 ق.م.) في وادي نهر جاف على الضفة الغربية من مدينة طيبة القديمة (الأقصر الحديثة)، ومن هنا جاء اسمه وادي الملوك، غير أن هذا الاسم ليس دقيقًا تمامًا نظرًا لأن بعض أفراد العائلة المالكة بخلاف الملوك تم دفنهم فيه، وكذلك بعض الأفراد غير الملكيين، وإن كانوا رفيعي المستوى. وينقسم وادي الملوك إلى الواديان الشرقي والغربي. يعد الجزء الشرقي الأكثر شهرة بينهما، حيث يحتوي الوادي الغربي على عدد قليل من المقابر، ويضم وادي الملوك إجمالاً أكثر من ستين مقبرة بالإضافة إلى عشرين مقبرة غير مكتملة لا تزيد عن كونها حفر.
تم اختيار هذا الموقع لدفن الملوك بعناية؛ حيث يقع على الضفة الغربية للنيل، وذلك لأن إله الشمس ينزل (يموت) في الأفق الغربي من أجل أن يولد من جديد، ويتجدد شبابه في الأفق الشرقي، ولهذا السبب ارتبط الغرب بالمفاهيم الجنائزية وكانت معظم المقابر المصرية القديمة تقع عمومًا على الضفة الغربية لنهر النيل لهذا السبب.
تم دفن ملوك الدولة الحديثة الأقوياء تحت قمة جرف صخري هرمي الشكل يحيط بالوادي. ولم يكن اختيار الوادي لنحت المقابر الملكية من قبيل الصدفة، فقد كان الهرم رمزًا للبعث والحياة الأبدية، كما اعتبر الشكل الهرمي إشارة من المعبودات، كانت هذه المنطقة والقمة نفسها، تحت سيطرة المعبودة حتحور: "سيدة الغرب".
كانت الطبيعة المنعزلة لهذا الوادي سببًا آخر لاختياره كمكان الراحة الأخير للملوك، فقد سرقت المقابر في العصور القديمة - كما حدث الأهرام الدولة القديمة والوسطى- وتجنبًا لذلك المصير، اختاروا مقابر خفية تحت الأرض في وادي صحراوي منعزل. أول حكام الدولة الحديثة الذي تأكد دفنه في وادي الملوك كان تحتمس الأول (حوالي 1504-1492 ق.م.) ثالث ملوك الأسرة الثامنة عشرة. وفقًا لإيني، كبير مسئولي حفر مقبرته: "أشرفت على حفر مقبرته [الملك] في خصوصية، لا أحد يرى ولا أحد يسمع".
مقبرة الملك رمسيس السادس
بدء إنشاء هذه المقبرة في عهد الملك رمسيس الخامس (حوالي 1147 – 1143 ق.م) من الأسرة العشرين. على الرغم من أن دفنه فيها غير مؤكد، حيث أن خليفته في الحكم الملك رمسيس السادس (حوالي 1413 -1136 ق.م) قد قام بتوسيع المقبرة واستخدمها لدفنه.
كان تخطيط المقبرة بسيط؛ حيث تتكون من مجموعة من الممرات الهابطة فى خط مستقيم تؤدي إلى حجرة الدفن في العمق تحت الأرض، ونقوشها في حالة جيدة من الحفظ.
تحتوي مناظر المقبرة على العديد من النقوش الجنائزية التي تساعد الملك في الانتقال بسلام إلى الحياة الأخرى، فقد زينت أولى الممرات الهابطة بكتاب البوابات وكتاب الكهوف وكتاب السماء، وزينت الممرات التي تليها بمناظر من الإمدوات، وكتاب الموتى، وكتاب السماء، بينما زينت حجرة الدفن بمناظر من كتاب الأرض. زينت الأسقف بمناظر ونقوش فلكية، بعض هذه النصوص الجنائزية عبارة عن مجموعات من التعاويذ، والبعض الآخر عبارة عن خرائط للعالم السفلي، تصف رحلة إله الشمس الليلية اليومية خلاله، والتي تمكن الملك من ضمان إعادة ولادته في الأفق الشرقي عند الفجر مثل إله الشمس
مقبرة سيتي الأول .وادي الملوك
تعد مقبرة سيتى الأول الأطول والأعمق والأكثر جمالًا ضمن مقابر وادي الملوك. كان سيتي الأول (حوالي 1294-1279 ق.م) هو الملك الثاني من الأسرة التاسعة عشرة، وأب الملك العظيم رمسيس الثاني. وحملت مقبرته رقم 17 في وادي الملوك كما سميت أيضًا بـ "مقبرة بلزوني" نسبة لمكتشفها.
مثل المقابر الأخرى في وادي الملوك، تم تزيين مقبرة ستي الأول بنصوص جنائزية مختلفة، كان هدفها ضمان انتقاله الناجح إلى العالم الآخر. وكانت مقبرة سيتى الأول هي الأولى التي يتم زخرفتها كاملة بالنصوص. وتتميز المناظر والنقوش البديعة بالجودة والدقة والتي اشتهر بها عهد سيتي الأول. ومن بين النصوص الجنائزية التي نقشت بالمقبرة نصوص أناشيد رع وكتاب الإيمي دوات أي "ما هو موجود بالعالم الآخر" وكتاب البوابات، بالإضافة إلى قصة هلاك البشرية والمشاهد الفلكية الرائعة التي تزين سقف حجرة الدفن الخاصة به والتي تحاكي سماء الليل.
من الناحية المعمارية كان محور المقبرة متعرجًا بعض الشيء والذي ساد في عصره. تنتهي المجموعة الأولى من الممرات والأروقة الهابطة إلى حجرة الأعمدة الأولى، ثم مجموعة أخرى من الممرات الهابطة المقطوعة في أرضية الغرفة في الجدار المواجه ولكن عبر محور مختلف، إلى حجرة الدفن. وتضم المقبرة عددًا من الخصائص الجديدة والفريدة من نوعها، فعلى طول نفس محور المجموعة الأولى من الممرات نرى مدخلًا يؤدي إلى إحدى الحجرات، ربما كان القصد من هذا هو دفع المتسللين إلى الاعتقاد بأن هذه كانت حجرة لدفن الملك. كما كانت حجرة دفن مقبرة سيتي الأول هي الأولى ذات السقف المقبب. ولعل العنصر الأكثر إثارة هو ذاك الممر الذي يبدأ عند أرضية حجرة الدفن وينحدر أكثر إلى عمق الأرض. ويعتقد أن هذا الممر الغامض يربط بين طقوس سيتي الأول وطقوسًا خاصة بقوى بدائية بالعالم السفلي.
في عام 1821، تم عرض نماذج ملونة لعدة حجرات من مقبرة سيتي الأول في القاعة المصرية في صالة معرض بيكاديللي في لندن. أتاح هذا المعرض الذي أقامه مكتشف المقبرة جيوفاني باتيستا بلزوني لمختلف الزائرين رؤية إحدى مقابر مصر القديمة، حيث استحوذت تلك المقبرة على خيال الناس وأصبحت واحدة من المعالم الأثرية الأولى المسئولة عن جذب انتباه الناس إلى مصر القديمة.
مقبرة توت عنخ آمون . وادي الملوك
تعد مقبرة الملك توت عنخ آمون (حوالي1336-1327 ق.م) من الأسرة الثامنة عشر ذات شهرة عالمية لأنها المقبرة الملكية الوحيدة بوادي الملوك التي تم اكتشاف محتوياتها سليمة وكاملة نسبيًا. وكان اكتشاف المقبرة الذي تم في عام 1922 من قبل هوارد كارتر قد احتل العناوين الرئيسية في صحف جميع أنحاء العالم، حيث صاحب ذلك ظهور التحف الذهبية وغيرها من القطع الفاخرة التي اكتشفت بالمقبرة. تعتبر مقبرة توت عنخ آمون وكنوزها أيقونة لمصر ولا يزال اكتشافها أحد أهم الاكتشافات الآثرية حتى الآن.
على الرغم من ثرواتها المهولة، فإن مقبرة توت عنخ آمون رقم 62 في وادي الملوك متواضعة للغاية من ناحية الحجم والتصميم المعماري مقارنة بالمقابر الأخرى في هذا الموقع وذلك بسبب وصول توت عنخ آمون إلى العرش في عمر صغير جدًا وحكم لمدة حوالي تسع سنوات فقط. يمكن للمرء أن يتساءل ما كان يمكن أن تحتويه مقابر ملوك الدولة الحديثة الأقوياء مثل حتشبسوت وتحتمس الثالث وأمنحتب الثالث ورمسيس الثاني، إذا كان هذا ما تحتويه مقبرة الملك الصبي.
فقط جدران حجرة الدفن هي التي تحمل مناظر على عكس معظم المقابر الملكية السابقة واللاحقة والتي تم تزيينها بشكل ثري بنصوص جنائزية مثل كتاب إمي دوات أو كتاب البوابات والتي كان الغرض منها مساعدة الملك المتوفى في الوصول إلى العالم الآخر، فقد تم رسم منظر واحد فقط من كتاب إمي دوات في مقبرة توت عنخ آمون، أما بقية المناظر في المقبرة فتصور فهي مناظر جنائزية أو توت عنخ آمون بصحبة العديد من المعبودات.
خرجت لنا العديد من التكهنات حول الحجم الصغير لمقبرة توت عنخ آمون (KV62)، فعندما توفي خليفته الملك آي، تم دفنه في المقبرة (KV23) ، والتي ربما كانت في الأصل مخصصة لتوت عنخ آمون ولكنها لم تكن قد اكتملت وقت وفاة الملك الشاب. إذا كان الأمر كذلك، فمن غير الواضح لمن نحتت مقبرة توت عنخ آمون (KV62)، ولكن قيل أنها موجودة بالفعل، إما كمقبرة خاصة أو كمنطقة للتخزين والتي تم توسيعها لاحقًا لاستقبال مومياء الملك. وأيًا كان السبب، فإن الحجم الصغير للمقبرة قد ضم حوالي 5000 قطعة أثرية تم اكتشافها والتي كانت مكدسة بإحكام شديد. هذه القطع تعكس نمط الحياة في القصر الملكي، وتشمل الأشياء التي كان توت عنخ آمون يستخدمها في حياته اليومية مثل الملابس والمجوهرات ومستحضرات التجميل والبخور والأثاث والكراسي والألعاب والأواني المصنوعة من مجموعة متنوعة من المواد والمركبات والأسلحة وغيرها.
ومن المفارقات العظيمة في التاريخ أن الملك الصغير توت عنخ آمون تم محو اسمه من تاريخ مصر القديمة لأنه مرتبط بالملك إخناتون الذي لم يحظ بشعبية بسبب انقلابه الديني، قد تخطت شهرته حاليًا العديد من أعظم ملوك مصر القديمة.
الدير البحري . الأقصر
اشتهر موقع الدير البحري باحتوائه على المعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت (حوالي1473- 1458 ق.م) بالبر الغربي لمدينة الأقصر. ويتكون المعبد من ثلاث طبقات متدرجة في باطن الوادي، حيث كانت تقام فيه الطقوس الجنائزية لكل من الملكة حتشبسوت بالإضافة إلى أبيها الملك تحتمس الأول، حيث كانت تقدم في القرابين كي تضمن روح الملكة حياة أبدية سالمة في العالم الآخر.
وكان موقع الدير البحري يحمل قدر من القداسة لأنه مرتبط بالمعبودة حتحور التي ترعى ملوك مصر في مقدمتهم المعبود حورس الحاكم الأول والخرافي لمصر. وكان من المعتقد أن تجسيد تلك المعبودة في التلال ذاتها التي يقع ظلها على معبد حتشبسوت، وعلى الجانب الآخر منها حيث تقع مقابر بعض أشهر ملوك مصر القديمة بالدولة الحديثة بمنطقة وادي الملوك. فنرى اللوحات التي تحمل صلوات لحتحور في صورة بقرة تخرج من هذه الجبال والتي تظهر قمتها على شكل هرمي.
وكان موقع المعبد الجنائزي بالبر الغربي مرتبطًا بفكرة غروب الشمس حيث رحلة رب الشمس السفلية في العالم الآخر. كما أن هذا المعبد على الجانب الآخر من معبد آمون بالكرنك بالبر الشرقي، حيث كانت تماثيل المعبود آمون وزوجته موت وابنهما خونسو تسير في موكب احتفالي سنوي يعرف باسم عيد الأوبت وعيد الوادي الجميل، ليعبر النيل ويزور المعابد الجنائزية الملكية ومنها معبد حتشبسوت والذي كان إحدى المحطات المهمة لهذا الموكب.
وقد سبق حتشبسوت ملك آخر في إقامة معبده الجنائزي في تلك المنطقة المهمة بنحو 600 عام، وهو الملك منتوحتب نب حبت رع (حوالي 2055-2004 ق.م) من الدولة الوسطى، حيث شيد معبده على شكل متدرج اقتبست الملكة حتشبسوت تصميم معبدها منه.
معبد حتشبسوت . الدير البحري
يتكون المعبد من ثلاثة مستويات، يحتوي كل منها على صف من الأعمدة في نهايته، وفي المستوى الأعلى، يقع فناء مفتوح خلف صف أعمدته، تتقدمها تماثيل لحتشبسوت بهيئة أوزيرية إله الموتى.
يعتبر "جسر جسرو" معبدًا جنائزيًا للملكة حتشبسوت، حيث تقام الطقوس لها بعد وفاتها حينما تتحول إلى حالة المعبود أوزير، ولم يكن المعبد مخصصًا لها فقط، فقد كان المعبد يتضمن أجزاء مكرسة لوالدها الملك تحتمس الأول، والمعبودة حتحور، وكذلك المعبود أنوبيس، كما خصصت مقصورة مكشوفة للسماء، مكرسة لمعبود الشمس "رع حور آختي"، وهناك مكانًا عظيمًا مكرسًا لآمون، وفي نهاية الفناء العلوي، على المحور الرئيسي للمعبد تم قطع ممر في الجبل ينتهي بقدس الأقداس.
تم تغطية جدران المعبد بمناظر تمثل طقوس المعبد، والأعياد الدينية، وكذلك نقل المسلات من المحاجر إلى معبد الكرنك، ولعل أكثر المناظر تميزًا تلك الموجودة بالشرفة الوسطى، والذي يمثل بعثة حتشبسوت إلى بلاد بونت التي ربما تقع حاليًا بالقرب من إريتريا، وقد تم تصوير سكانها، ومنازلها وكذلك البيئة المحيطة، بالإضافة إلى الثروات والحيوانات الغريبة التي جلبها المصريون معهم من هناك، وفي الجانب الآخر، تم تصوير كيف أصبحت حتشبسوت ملكًا شرعيًا للبلاد، ليس فقط عن طريق تأكيد تعيين والدها تحتمس الأول لها كوريث شرعي له، بل أن والدها هو المعبود آمون نفسه.
وتبقي الأقصر أرض الملوك الي أخر الزمان
نتمني ان تكونوا أستمتعنم وأستفدتم انتظروا منا كل جديد ,,مدونة مدرسة ألأسرار
مراجع +