نعرف على مراحل تطور الطب الصيني من خلال المقال الآتي
مراحل تطور الطب الصيني
نبذة :
تطور الطب الصيني من ممارسات قديمة تعتمد على الفلسفة والتوازن إلى نظام علمي مدعوم بأبحاث حديثة، مع الحفاظ على مبادئه الأساسية المتمثلة في علاج المريض ككل وتعزيز الانسجام الداخلي والطاقة الحيوية (تشي) [1، 2]. يشمل تطوره دمج التقنيات الحديثة في التشخيص والعلاج، خاصة في مجالات مثل علاج السرطان، حيث يهدف إلى تحقيق علاجات أكثر شمولية وتخصيصًا، مع الحفاظ على التقاليد العريقة مثل الطب العشبي والعلاج بالإبر.
مراحل التطور التاريخي:
العصور المبكرة:
نشأ الطب الصيني في الصين القديمة قبل أكثر من 2500 عام. كانت ممارساته مبنية على الخبرات العملية للنباتات والأعشاب والعلاج بالإبر، متأثرة بالفلسفة الصينية وعلملك الفلك.
التراكم والمعرفة النظرية:
في القرون التالية، تراكمت الخبرات والمعرفة التشريحية والسريرية، مما أدى إلى تطوير نظرية الطب الصيني التقليدي. في هذه الفترة، ظهر أطباء بارزون مثل تشانغ تشونغ جينغ ووهوا توه، الذين ساهموا في تطور الطب.
عصر التخصص والطب الشرعي:
شهدت سلالة سونغ اختراع المطبعة وانتشار الكتب الطبية، مما أدى إلى ظهور مدارس فكرية مختلفة وتخصصات في الطب الصيني. في هذه الفترة، ظهر عمل سونغ سي في الطب الشرعي، وهو سجل مبكر لتشريح الإنسان وطرق تحديد سبب الوفاة.
التطور الحديث:
في القرن التاسع عشر، بدأ الطب الحديث بالتطور مدفوعًا بالتقدم العلمي والتكنولوجي. في القرن العشرين، تم التركيز بشكل خاص على إعادة تقييم الطب الصيني التقليدي من منظور علمي، باستخدام تقنيات حديثة لكشف فعالية النباتات الطبية.
التطور العلمي والبحثي:
الطب العشبي:
تُجرى أبحاث مكثفة باستخدام التقنيات الحديثة لفهم كيفية عمل النباتات الطبية وتطوير أدوية جديدة.
علم الأورام:
أثبتت الأبحاث السريرية أن الطب الصيني التقليدي يمكن أن يعزز فعالية العلاج الكيميائي والإشعاعي، ويقلل من سميته، ويساعد في منع وتخفيف الانتكاسات.
الأبحاث المخبرية:
يركز البحث الحالي على دراسة الخلايا الجذعية السرطانية، والتدخل في البيئة الدقيقة للورم، ودراسة التأثيرات البيولوجية والسلوكية.
نهج شامل:
يتجه الطب الصيني التقليدي الحديث نحو تصميم أنظمة علاجية شاملة تجمع بين المبادئ الصينية التقليدية والتقنيات العلمية الغربية .
كيف يتجلى التطور؟
الجمع بين القديم والحديث:
دمج الممارسات القديمة مثل العلاج بالإبر، والعلاج بالأعشاب، والتدليك، مع التقنيات الحديثة في التشخيص والفحص والبحث .
التخصص والبحث:
تطور الطب ليشمل تخصصات فرعية، مع وجود تركيز قوي على الأبحاث العلمية لفهم آلية عمل العلاجات الصينية .
التأثير العالمي:
أصبح الطب الصيني التقليدي جزءًا لا يتجزأ من الجهود الصحية العالمية، مع اهتمام متزايد بالتبادل الدولي والتعاون في هذا المجال.
من الممكن توضيح مراحل تطور الطب الصيني كما يأتي:
1. الاعتقاد بأن الأمراض ما هي إلا شياطين وأرواح تقتحم الجسم
بدأ استخدام الطب الصيني منذ القدم حين آمن الصينيون في تلك الحقبة من الزمن أن الأمراض ما هي إلا شياطين وأرواح اقتحمت الجسم، وقد أطلق على الطبيب الذي عالج تلك الأمراض في حينه لقب الساحر، وكانت وظيفته إزالة الشياطين والأرواح التي اقتحمت الجسم بواسطة طقوس مختلفة.
2. الإدراك بأن الطب يعمل في إطار قوانين معينة
بعد فترة معينة تغيرت أشكال التفكير والإيمان في الصين وتطورت المعرفة بصدد القوانين الكونية وعلم الفلك والرياضيات، وهكذا توقف الفلاسفة عن اعتبار الأمراض أرواحًا وشياطين اقتحمت الجسم، وأدركوا أنها تعمل في إطار قوانين معينة، وهكذا نتج الإدراك بأن الأمراض والآلام ناتجة عن انعدام التجانس وانحراف التوازن العام.
3. ظهور يين ويانغ
بموجب الاعتقادات السائدة في الصين فإن هتاو، هو (أحد) ليس له اسم ومصدر، وهو بداية السماء والأرض، ومنه خرج اثنان: يين ويانغ، اللذان خلقا ثنائية السماء والأرض، والذكر والأنثى، والسبب والنتيجة، والشمس والقمر، وعمليًا سنجد هذه الثنائيات في كل مكان في العالم وفي حياة الإنسان، ولقد وجد الصينيون في هذين الاثنين الحاكمين والمؤثرين على التوازن الموجود في عالم الجماد، والنبات، والحي.
كذلك في عالم الإنسان، وهنالك من يقول إن هذا الإيمان وصل الصين بواسطة قوى خارقة أو بواسطة أناس عمالقة جلبوه من أيدي سيدنا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- كهدية للقيصر الصيني من أجل البحث والتطوير.
4. إعطاء الأولوية للطب الصيني القديم
حتى يومنا هذا وفي ما يتعلق بتطور الطب الصيني يواصل الصينيون استخدام العلاج بالطب القديم، وتقوم المستشفيات بتوجيه المرضى للعيادة من أجل الحصول على العلاج وفق أساليب الطب الحديث فقط بعد أن يكون قد تم علاجهم وفق أساليب الطب الصيني، على سبيل المثال فإن المتعالج الذي يعاني من الانزلاق الغضروفي أو الديسك يتم توجهيه في البداية إلى إجراء الوخز والتوينا، وفقط بعد ذلك يتوجه للطب الحديث.
الجدير بالعلم أنه لا يقتصر استخدام الطب الصيني التقليدي على مستشفيات الصين فحسب بل إن المستشفيات التي تقدم العلاج وفق أساليب الطب الحديث في الغرب ترى في الطب الصيني أداة مساعدة لعلاج الألم، ومشاكل النوم، وانعدام التوازن الهورموني، ومشاكل الهضم، ومشاكل الأعصاب، وغير ذلك.
لقد بحث الطب الحديث أيضًا في موضوع تطور الطب الصيني فأكدت أبحاثه أن الطب الصيني يساعد أحيانًا أكثر من الدواء والعمليات.
أساليب الطب الصيني في العلاج
بعد التعرف على مراحل تطور الطب الصيني نخبرك هنا أن للطب الصيني أربعة أساليب، تهدف للحفاظ على التجانس والتوازن في الجسم. ويُطلق على هذه الأساليب اسم الأعمدة الأربعة، وتشمل على:
النبات والغذاء
ملاءمة النباتات ذات الطاقة، والمذاق، ودرجة الحرارة للشخص المريض، وذلك بهدف موازنة انعدام التجانس والتناسق السائد داخله، بين يين ويانغ. مثلًا علاج الإصابة بالبرد بواسطة القرفة الساخنة.
الوخز بالإبر
علاج بواسطة إبر رفيعة ودقيقة مصنوعة من الفولاذ والنحاس، يتم استخدامها كبطارية كهربائية من أجل توجيه تدفق الطاقة في جسم الإنسان.
بالإضافة إلى كي وتسخين النقاط التي سيتم إجراء الوخز فيها وذلك بواسطة إشعال عشب نبتة الميرمية، من أجل تحفيز وتسريع خطوط الطول (وهي قنوات الطاقة في الجسم). وفق العلم الحديث فإن هذه القنوات تحاذي كلا من الجهاز العصبي، والمنظومة الليمفاوية، والسوائل التي بين الخلايا.
توينا تدليك
أسلوب تدليك تطور على امتداد 4000 عام وما زال حتى يومنا هذا آخذا بالتطور. يقوم هذا الأسلوب بتحفيز قنوات الطاقة وعدة نقاط في الجسم بواسطة الضغط، والتحريك، والفرك، واستعمال الزيوت والأعشاب الطبية المنشطة.
شكرًا على تعليقاتك