أسوان تاريخ وحضارة مصرية زيارة لمدينة الأثار العالمية بالتفصيل+الصور
تعتبر أسوان من أهم المدن فى جنوب مصر وبوابتها الجنوبية عبر التاريخ. وعُفت بإسم "سون" عند قدماء المصريين وتعنى "سوق"
حيث كانت هذه المدينة هى الرابط بين مصر وأفريقياكمحطة ضرورية تتوقف عندها جميع القةافل التجارية القادمة من النوبة عبر النيل.
تحتوى أسوان على العديد من المواقع الأثرية والمعالم التاريخية المهمة مثل جزيرة إلفنتين، وبقاير محاجر الجرانيت القديمة بما فيها
المسلة الناقصة. كما يوجدبمدينة أسوان أيضاً متحف النوبة، دير القديس الأنبا سمعان القبطى. وإذا تحركت لمسافةقصيرة شمالاً ستجد
معابد إدفو وكوم امبو. أما إذا غيرت وجهتك جنوباً مستقلاً قارب فسيأخذك إلى معابد فيله فى جزيرة إجيليكا.
يقع السد العالى فى أسوان فى أقصى الجنوب وبعده يمكنك استكشاف العديد من المعالم الرائعة لجزيرة كلابشة الجديدة. ستأخذك رحلة
جنوباً بطول 300 كيلومتر تقريباً إلى المعابد الأسطورية فى أبو سمبل.
معابد عمدا
يقع حاليًا كلا من معبد عمدا ومعبد الدر ومقبرة بنوت في موقع عمدا الجديدة، التي تقع على بعد حوالي 160 كم جنوب أسوان.
وخشية من تعرضهم لخطر الغمر الدائم تحت مياه النيل مع بناء السد العالي في أسوان في الستينيات، ونظرًا لقيمتهم التاريخية
الهائلة، فقد تم إنقاذ هذه الآثار القديمة من خلال مشروع اليونسكو لإنقاذ المعالم الآثرية في النوبة. تم تفكيكهم ونقلهم من مواقعهم
الأصلية إلى موقعهم الجديد في عمدا الجديدة، على بعد بضعة كيلومترات فقط. وفي عام 1979م تم إدراج هذه المعالم الجميلة في
قائمة التراث العالمي لليونسكو
معابد وادي السبوع
أثمرت عملية نقل معابد النوبة، بعد بناء السد العالي في أسوان في الستينيات من قبل الحكومة المصرية، عن ظهور موقع وادي
السبوع الجديد، ويقع على بعد 4 كم فقط شمال غرب الموقع الأصلي لوادي السبوع. وهو يضم العديد من المعابد التي كانت على
وشك أن تُغمر بمياه النيل، كمعبد وادي السبوع من فترة الرعامسة، المخصص لآمون رع ورع حور آختي، والمعبد اليوناني
الروماني في الدكة المكرس للمعبود جحوتي، والمعبد الروماني بالمحرقة المخصص للمعبودين إيزيس وسيرابيس. تم تسجيل كل هذه
المعابد في مواقع التراث العالمي لليونسكو في عام 1979 كجزء من آثار النوبة.
جبل السلسلة
يعد جبل السلسلة من المناطق الجبلية التي تضم العديد من محاجر الحجر الرملي على جانبي النيل، وقد تم استخدام محاجر الحجر
الرملي في جبل السلسلة منذ عصر الدولة الوسطى (حوالي 2034 - 1650 ق.م) حتى القرن العشرين، حيث تم استغلال أكثر من
مائة محجر لاستخراج كتل الحجر الرملي اللازمة لبناء العديد من المعابد الشهيرة في مصر القديمة، فاحتفظت المحاجر بآثار
ضربات أدوات ونقوش العمال حتى وقتنا الحالي.
يوجد معبدان على الضفة الغربية لجبل السلسلة، يعود تاريخ كلاهما إلى عهد حورمحب (حوالي 1323-1295ق.م)، لكن تبقى
أحدهما. يسمى هذا المعبد المنحوت في الصخر "معبد حور محب" وكان مخصصًا لسبع معبودات يمكن رؤية تماثيلهم داخل قدس
الأقداس. إلى الجنوب منه عدد 32 مقصورة صخرية مقطوعة في منحدر فوق النيل لكبار الموظفين في الدولة الحديثة، ومعظمهم من
عهد حتشبسوت وتحتمس الثالث (حوالي 1479-1425 ق.م).
كما يقع إلى الجنوب، عدد من المقاصير المنحوتة في الصخر لكل من: سيتي الأول (حوالي1294-1279 ق.م)، رمسيس الثاني
(حوالي 1279-1213 ق.م) ومرنبتاح (حوالي 1213-1203ق.م)، واللوحة الكبيرة لرمسيس الثالث (حوالي1184-1153ق.م).
يوجد أيضًا مجموعة كبيرة من المقاصير واللوحات والجرافيتي (الكتابات) على جانبي النيل، يعود تاريخها لما بين عصور ما قبل
التاريخ إلى ما بعد العصر الروماني.
تم عبادة العديد من المعبودات المرتبطة بنهر النيل في معبد حورمحب والمقاصير المحيطة، مثل معبود الفيضان "حابي"، المعبودة
تاورت في هيثة فرس النهر، والمعبود خنوم برأس الكبش، والمعبود المحلي لجبل السلسلة سوبك التمساح ومن المعبودات البارزة
هنا أيضًا "إيزيس" و"حورس" و"مين"، وكذلك ثالوث طيبة (آمون وزوجته موت وابنهما خنسو).
الاثار الموجودة في جبل السلسة
مقابر الدولة الحديثة بجبل السلسلة
في عام 2015، بدأت بعثة أثرية مشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة لوند السويدية على الجانب الشرقي من جبل السلسلة.
كشف المشروع عن مجموعة من 78 مقبرة تخص رجال ونساء وأطفال، تشير الأجناس والأعمار إلى وجود مستوطنة في منطقة
جبل السلسلة، وليس مجرد موقع سكن مؤقت لعمال المحاجر.
كانت هذه المقابر البسيطة عبارة عن غرف غير مزخرفة منحوتة في الصخور احتوت على أواني فخارية، وخرز من الخزف
(الفيانس) وتمائم في هيئة الجعران وأساور برونزية وعظام حيوانات. غطت أكوام الرمال هذه القبور على مدى قرون وهي في حالة
حفظ سيئة بسبب التعرية الشديدة وارتفاع منسوب المياه. يعد التنقيب عن هذه المقابر والحفاظ عليها ودراستها ومحتوياتها أمرًا مهمًا
لفهمنا لهذا الموقع الفريد.
معبد حورمحب جبل السلسة
قام حورمحب (حوالي 1323-1295 ق.م) بنحت هذا المعبد في الصخر، ربما كان موقعًا قديمًا للمحاجر في عهده. بواجهة المعبد
خمس فتحات مقطوعة في الجرف يفصلها أعمدة. تعد الفتحة الوسطى كمدخل محفور حولها الأسماء الملكية لحورمحب، والذي
يؤدي بدوره إلى صالة تفتح على قدس الأقداس، والتي تحتوي على تماثيل جالسة منحوتة في الصخر لمعبودات المعبد السبعة:
المعبود التمساح سوبك (المعبود المحلي لجبل السلسلة)، والمعبودة الحامية تاورت، والملك المبجل حورمحب، وتحوت برأس أبو
منجل، وفي المنتصف ثالوث طيبة (آمون رع وزوجته موت وابنهما خنسو).
يمكن رؤية تاورت وهي ترضع حورمحب على الحائط الغربي، ومشهد رائع بالقرب منها، على الحائط الغربي، يصور موكب
حورمحب المنتصر بعد انتصاره في النوبة.
وفي وقت لاحق أضاف الملوك الرعامسة وكبار الموظفين؛ مناظر، لوحات ونقوش للاحتفال بزيارتهم لهذا الموقع المقدس، مما يشير
إلى أنها كانت تعتبر أكثر من مجرد محاجر في عصر الدولة الحديثة، نعلم أن المعبد استُخدم لاحقًا كمكان عبادة مسيحي بسبب
الصلبان المنحوتة على جدرانه.
اللوحات الملكية جبل السلسلة
توجد ثلاث لوحات ملكية على صخرة عالية تواجه الشرق باتجاه نهر النيل. تم إهداء اللوحة الواقعة في أقصى الشمال من قبل الملك
رمسيس الخامس (حوالي 1147-1143 ق.م)، وهي مزينة بمنظر يُظهر الملك وهو يقدم اسم عرشه للإله آمون رع وزوجته موت
وابنهما خنسو والتمساح. المعبود سوبك، ويذكر النقش أدناه أهم أعمال هذا الملك، مؤطرة بالعديد من ألقابه.
أما اللوحة الثانية فتُنسب إلى ملك الأسرة الثانية والعشرين شيشنق الأول (حوالي 945-924 ق.م)، حيث يظهر منظر للمعبودة
موت تقود الملك إلى المعبود آمون رع (زوجها) ورع حورآختي وبتاح. كما تشير الكتابة الهيروغليفية أدناه إلى أن الملك فتح هذا
الجزء من محاجر جبل السلسلة. بينما يمكننا رؤية المشرف على أعمال معبد شيشنق الأول في طيبة راكعًا في أسفل اللوحة.
اللوحة الملكية الثالثة المنسوبة إلى الملك رمسيس الثالث (حوالي 1184-1153 ق.م.) من الأسرة العشرين. تصور الملك وهو يقدم
تمثال ماعت؛ معبودة الحق والعدالة إلى ثالوث طيبة المكون من آمون رع وموت وخنسو.
مقابر النبلاء قبة الهوا
التى تطل على النيل ببانوراما ساحرة تكشف روعة مدينة أسوان .
ترجع المقابر الخاصة بحكام الأقاليم وكبار رجال الدولة من الدولة القديمة إلى الدولة الوسطى . أما موقع هذه الجبانة فقد ظل
مستخدماً منذ الدولة القديمة حتى العصر اليونانى وأُطلق عليه اس قبة الهوا نسبة إلى ضريح أحد الأولياء المسلمين وهو ضريح
الشيخ "على أبو الهواء " والموجود أعلى قمة الجبل فوق المقابر.
جزيرة إلفنتين
جزيرة إلفنتين هى جزيرة أثرية على ضفاف نهر النيل والتى كانت بوابة دخول للتجار القادمين من النوبة الى مصر حيث يمكن
مشاهدة العديد من المعالم المختلفة والتى تضم بقايا المنازل القديمة تلك الخاصة بمعبد خنوم رب فيضان النيل ومعبد ساتت ربة
الفيضانات وحامية الحدود الجنوبية .
ولا يفوتك رؤية مقياس النيل وزيارة المتحف الملحق بالجزيرة الذى يعرض نتائج أعمال حفائر البعثة الألمانية بجزيرة إلفنتين . تم
إدراج جزيرة إلفنتين على قائمة التراث العالمى التابعة لليونسكو فى عام 1979م .
الكاب
مدينة اثرية تعد من اكبر المراكز الدينية فى الحضارة المصرية القديمة وهى مدينة نخب القديمة مركز عبادة نخبت بهيئة النسر ربة
الحماية فى صعيد مصر. عند ذهابك غلى هذه المدينة يمكنك رؤية العديد من الىثار الهامة التى ترجع إلى عصور ما قبل الاسرات.
وحتى العصرين اليونانى الرومانى وأبرزها بقايا معبد "نخبت" وبقايا سور المدينة الاثرية القديمة. ولا تفوتك زيارة مقابر الدولة
الحديثة لمشاهدة النقوش المسجلة على جدرانها وهى تخص السير الذاتية لشخصيات بارزة مثل "باحرى" و "احمس بن نخبت"
والأكثر شهرة على الإطلاق "احمس بن ابانا" حاكم الكاب اشهر المناضلين ضد الهكسوس فى عصر الدولة الحديثة، بالإضافة غلى
العديد من مناظر الحياة اليومية.
أبو سمبل
يعد معبد أبو سمبل الكبير، الواقع في النوبة بالقرب من الحدود الجنوبية لمصر، من بين المعالم الأكثر روعة في مصر، بناه الملك
رمسيس الثاني من الأسرة التاسعة عشرة تم قطعه كاملاً في الجبل، حوالي عام 1264 قبل الميلاد. يشتهر المعبد بتماثيله الأربعة
الضخمة جالسة والتي تزين واجهته، والتي انهار أحدها بسبب زلزال قديم ولا تزال بقاياه على الأرض.
تقف تماثيل الملك الضخمة على جانبي الصالة الرئيسية المؤدية إلى قدس الأقداس، حيث تجلس أربعة آلهة: آمون رع، ورع
حورآختي، وبتاح، ورمسيسالثاني بصفته معبودًا، وتم بناء المعبد بدقة عالية بحيث تدخل آشعة الشمس في المعبد يومين في السنة،
في 22 فبراير و22 أكتوبر، وتعبر الصالة الرئيسية ، وتضيء التماثيل الموجودة في عمق المعبد إلا المعبود بتاح.
معبد فيلة
تشمل آثار فيله العديد من المباني التي يعود تاريخها إلى العصر البطلمي (332-30 ق.م.)، وأبرزها ذلك المعبد الذى بدأه بطلميوس
الثانى فيلادلفوس (285 – 246 ق.م.)، والذى كان مكرسًا لإيزيس أم حورس رب الملكية، وهناك منظر في الماميزي أو حجرة
الولادة، حيث كان يتم الاحتفال بولادة حورس، تظهر فيها إيزيس وهي ترضع ابنها حورس في الأحراش.
يعتبر معبد إيزيس واحدًا من أكثر المعابد المصرية القديمة استمرارًا؛ حيث ظل المعبد يؤدي دوره حتى عهد الملك البيزنطي
جستنيان الأول (527 – 565 م) والذي أمر بإغلاق كل المعابد الوثنية، حيث نقش كاهن يدعى اسمت-اخوم آخر نص هيروغليفي
ويرجع ذلك إلى القرن الرابع الميلادي (394م). تم تحويل المعبد إلى كنيسة وتم محو العديد من نقوش المعبد.
يقع بجوار معبد إيزيس معبدًا مكرسًا لحتحور بناه بطلميوس السادس فيلوماتور (180 – 145 ق.م)، وأغسطس أول إمبراطور
لروما (30 ق.م. – 14م). ولا تزال مقصورة تراجان (98 – 117 م) المقامة أمام معبد فيله قائمة على الرغم من أن سقفها لم يعد
موجودًا، وكان الترتيب المنتظم لأعمدتها الرائعة قد جذب أنظار الرحالة وقاموا بوصفه وتصويره. كانت إيزيس المعبودة الرئيسية
للمنطقة، حيث تم تصوير الإمبراطور يقدم القرابين لها ولزوجها أوزير وابنهما حورس.
تم نقل كل هذه الآثار من جزيرة فيلة الأصلية إلى جزيرة أجيلكيا القريبة خلال حملة اليونسكو للنوبة في الستينيات لإنقاذ المواقع
التي غمرتها مياه النيل في عملية بناء السد العالي بأسوان.
المراجع +الصور+